قال رئيس الوزراء عمر الرزاز، الأحد، إن 'كافة دول العالم اليوم تواجه الموجة الثانية من الجائحة ووتيرة الإصابات أعلى بكثير مما كانت عليه سابقا'.
وأضاف، في كلمته الأسبوعية للحديث عن إجراءات الحكومة للتعامل مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى الاستثمار في قطاعي الزراعة والثروة المعدنية، أن 'اليوم وفي مواجهة الموجة الجديدة من الجائحة، سننجح معا إن شاء الله، كما نجحنا في الموجة الأولى'.
وبين الرزاز أنه 'للحد من الأثر الاجتماعي والاقتصادي نتدرج الحكومة الآن في مستوى الحظر على مستوى الحي أو اللواء أو المحافظة'.
وعن عودة المدارس، قال الرزاز إن 'العام الدراسي قائم في موعده وهناك بدائل جاهزة تبعا للوضع الوبائي'.
وأشار إلى أنه 'في الأشهر الست الأولى كان عدد الإصابات في العالم 10 ملايين، وفي الأسابيع الست الأخيرة لوحدها تضاعف العدد الى ما يزيد عن 20 مليون، فيما ترجح منظمة الصحة العالمية أننا لن نتخلص من الجائحة قبل عامين من الآن'.
'حتى الدول التي لم تشهد إصابات تذكر في الأشهر الأربعة الأولى تنتشر فيها العدوى ويرتفع عدد الإصابات، إلا أننا في (الأردن) بوضع أفضل بكثير من غالبية دول العالم في التصدي للفيروس'، أضاف الرزاز.
وتابع أن 'ما ساعدنا على الحد من انتشار الفيروس حتى الان ليس أننا نمتلك الحل السحري أو معصومون عن الخطأ لا سمح الله'.
وأضاف أن 'الحكومة أدركت أن حصول المواطن على المعلومة الدقيقة وفهمه للمخاطر يسهم في زيادة وعيه بإجراءات الوقاية، وهو شرط أساسي للنجاح. وهنا لم تأل الحكومة جهداً في نشر جميع المعلومات المتعلقة بالإصابات وأماكنها وشرح أهمية لبس الكمامة والتباعد وغيرها من إجراءات السلامة'.
وتابع الرزاز أنه 'يبقى الشرط الآخر للنجاح هو الالتزام الكامل بالإجراءات ومساهمة مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين انفسهم في نشر الوعي حول أهمية التزام الجميع. ورأينا أمثلة رائعة من مؤسساتنا وشبابنا وحتى مصابينا لنشر الوعي والالتزام'.
'لمن لم يلتزم نقول، من حق الإنسان أن يصدّق أو لا يصدّق أي شيء، فقناعات الإنسان حقه ولا يستطيع أي شخص فرض قناعات أخرى عليه؛ لكن ليس من حق الإنسان أن يتصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر، أكان عن قناعة، أو مجرد تراخٍ في الالتزام'، أضاف الرزاز.
وتابع أنه 'في الأيام الأخيرة، أغلقنا حدود جابر مؤقتاً لضمان سلامة الإجراءات، كما أتخذنا إجراءات في معبر العمري تضمنت تنقلات وإعادة النظر بآليات العمل جميعها'.
وأشار الرزاز إلى أن 'الحكومة اضطرت لعزل لواء الرمثا والنتائج بدت مطمئنة والحمد لله، وفي حال استمرار الوضع بالتحسن وستقوم بفك عزل اللواء اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل'.
وأضاف أنه 'يتم مراقبة بعض البؤر في العاصمة عن كثب، والاستمرار في زيادة عدد فرق التقصي الوبائي التي تضاعفت من 25 الى 95 في الأسابيع الأخيرة وفي فحوصاتها الموجهة للبؤر المحتملة والفحص العشوائي لاستباق تفشي العدوى'.
'اليوم نحن مستعدون أكثر، فبرعاية وتوجيهات سيدنا، افتتحنا عدة مراكز صحية ومستشفيات، طوّرنا على المستشفيات السابقة، كما قمنا بزيادة أسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس'، أضاف رئيس الوزراء.
ودعا إلى تحميل تطبيق أمان، مضيفا انه 'طور بأيادي متطوعين أردنيين يحفظ الخصوصية وينبه مخالطي المصابين لاجراء اللازم لكسر سلسلة العدوى بشكل سريع'.
وأضاف الرزاز أن 'بدء العام بموعده في 9/1 وفي ضوء تطورات الوضع الوبائي سيكون هناك مجموعة بدائل جاهزة تعتمد على مستوى الخطورة، فحسب المنطقة بعض المدارس الحكومية والخاصة ستداوم كالمعتاد مع الالتزام بالمتطلبات الصحية بعضها بشكل جزئي والاقلية في الأماكن التي يتم عزلها، سيكون التعلم فيها عن بعد'.
وأشار إلى أنه 'وجه وزير التربية والتعليم بعقد مؤتمر صحفي يشرح فيه تفاصيل الاجراءات الصحية المطلوبة'.
وأضاف الرزاز أنه 'بالنسبة لأبنائنا المغتربين العائدين لأرض الوطن، فالعملية مستمرة، ففي هذا الأسبوع وجهت وزيرة السياحة لرفع عدد الغرف الفندقية المتاحة لاستقبال عدد أكبر من أبنائنا المغتربين، ووزير التربية والتعليم أيضا بفتح باب التسجيل ومعادلة الشهادات لأبنائهم في المدارس حتى قبل عودتهم من خلال الرابط الخاص في وزارة التربية والتعليم'.
وتاليا نص كلمة رئيس الوزراء،
الأخوات والأخوة المواطنون، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
كنت سأبدأ حديثي اليوم بموضوع استراتيجي مهم لمنعة الأردن وتعافي اقتصاده الوطني، وهو المزيد من الاعتماد على الذات في قطاعين أساسيين، وهما قطاع الزراعة وقطاع التعدين، وهذا موضوع وطني سيادي وبتوجيهات سيدي صاحب الجلالة سيحظى بجل اهتمامنا وسوف أعود له في نهاية الحديث.
ولكني سوف أبدأ بموضوع مختلف يؤرق المواطن الأردني اليوم، وهو الموجة الثانية من جائحة الكورونا التي تجتاح العالم، كافة دول العالم اليوم تواجه الموجة الثانية من الجائحة ووتيرة الإصابات أعلى بكثير مما كانت عليه سابقا.
ففي الأشهر الستة الأولى كان عدد الإصابات في العالم 10 ملايين، وفي الأسابيع الستة الأخيرة لوحدها تضاعف العدد إلى ما يزيد على 20 مليونا، ومنظمة الصحة العالمية ترجح أننا لن نتخلص من الجائحة قبل عامين من الآن.
حتى الدول التي لم تشهد أصابات تذكر في الأشهر الأربعة الأولى تنتشر فيها العدوى ويرتفع عدد الإصابات، إلا أننا في وضع أفضل بكثير من غالبية دول العالم في التصدي للفيروس.
كل واحد منا كان يتمنى أن يصحو يوماً في القريب العاجل ليسمع أن جائحة الكورونا أصبحت خلفنا، فيحدث أبناءه وأحفاده عن هذه التجربة التاريخية العصيبة وكيف تجاوزناها. ولكن وللأسف المؤشرات تشير إلى عكس ذلك، وعلينا أن ندرك بأننا نخوض نزالا طويل الأمد، وأن نعدّ أنفسنا لمواجهة آثار صحية واجتماعية واقتصادية تتطلب الصبر والجلد والمثابرة والتكافل في مواجهة هذا الخصم الشرس.
ما ساعدنا على الحد من انتشار الفيروس حتى الآن، ليس أننا نمتلك الحل السحري أو أننا معصومون عن الخطأ - لا سمح الله - بل أننا عملنا سوياً ويدا بيد متضامنين متكافلين لا نقبل الهزيمة، ومصمّمون على النجاح، نعنى بالجميع، نتخذ إجراءاتنا مبكرا، نجتهد، نخطئ ونصيب، ونصحح الخطأ ونمضي قدما.
وأدركنا جميعاً أن حصول المواطن على المعلومة الدقيقة وفهمه للمخاطر يسهم في زيادة وعيه بإجراءات الوقاية، وهو شرط أساسي للنجاح، وهنا لم تأل الحكومة جهداً في نشر جميع المعلومات المتعلقة بالإصابات وأماكنها وشرح أهمية لبس الكمامة والتباعد وغيرها من إجراءات السلامة. ويبقى الشرط الآخر للنجاح هو الالتزام الكامل بالإجراءات ومساهمة مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين انفسهم بنشر الوعي حول أهمية التزام الجميع، ورأينا أمثلة رائعة من مؤسساتنا المدنية وشبابنا وحتى مصابينا تسعى لنشر الوعي والالتزام.
نقدم التحية لكل من التزم عن حرص ووعي وفهم للمخاطر.
ولمن لم يلتزم نقول، من حق الإنسان أن يصدّق أو لا يصدّق أي شيء، فقناعات الإنسان حقه، ولا يستطيع أي شخص فرض قناعات أخرى عليه؛ لكن ليس من حق الإنسان أن يتصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر، أكان عن قناعة، أو مجرد تراخٍ في الالتزام.
ونمدّ يدنا اليوم لكل من اعتقد أو أراد الاعتقاد بأن الجائحة أصبحت خلفنا، فتراخى واطمأن وأهمل مسؤوليته أمام نفسه وأسرته والآخرين.
اليوم وفي مواجهة الموجة الجديدة من الجائحة، سننجح معاً إن شاء الله، كما نجحنا في الموجة الأولى.
في الأيام الأخيرة، أغلقنا حدود جابر مؤقتاً لضمان سلامة الإجراءات، كما اتخذنا إجراءات في معبر العمري تضمنت تنقلات وإعادة النظر بآليات العمل جميعها.
واضطررنا لعزل لواء الرمثا والنتائج بدت مطمئنة والحمد لله، وفي حال استمرار الوضع بالتحسن سنقوم بفك عزل اللواء اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل؛ ونراقب بعض البؤر في العاصمة عن كثب، ونستمر بزيادة عدد فرق التقصي الوبائي التي تضاعفت من 25 الى 95 في الأسابيع الأخيرة وفي فحوصاتها الموجهة للبؤر المحتملة والفحص العشوائي لاستباق تفشي العدوى.
اليوم نحن مستعدون أكثر، فبرعاية وتوجيهات سيدنا، افتتحنا عدة مراكز صحية ومستشفيات، طوّرنا على المستشفيات السابقة، كما قمنا بزيادة أسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس. ومرة أخرى أدعو جميع اخواني واخواتي لتحميل تطبيق أمان الذي طور بأيادي متطوعين أردنيين يحفظ الخصوصية وينبه مخالطي المصابين لإجراء اللازم لكسر سلسلة العدوى بشكل سريع.
وللحد من الاثر الاجتماعي والاقتصادي نتدرج بآلية الحظر على مستوى الحي أو اللواء أو المحافظة، ولن نتوانى عن أي إجراء من شأنه حماية مواطنينا.